كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


البلاغة عند المتقدمين أن يبلغ بعبارة لسنه كنه ما في جنانه أو إيصال المعنى إلى الغير بأحسن لفظ أو الإيجاز مع الإفهام والتصرف من غير إضمار في الكلام أو قليل لا يبهم وكثير لا يسأم أو إجمال اللفظ واتساع المعنى أو تقليل اللفظ وتكثير المعنى أو حسن الإيجاز وإصابة الحقيقة والمجاز أو سهولة اللفظ مع البديهة أو لمحة دالة أو كلمة تكشف البغية أو الإيجاز من غير عجز والإطناب من غير خطأ أو النطق في موضعه والسكوت في موضعه أو معرفة الفصل والوصل أو الكلام الدال أوله على آخره وعكسه أقوال وفي عرف أهل المعاني والبيان مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع الفصاحة وهي خلوه عن التعقيد‏.‏

- ‏(‏حم د‏)‏ في الأدب ‏(‏ن‏)‏ في الاستئذان ‏(‏عن ابن عمرو‏)‏ بن العاص قال الترمذي حسن غريب اهـ‏.‏ وإنما لم يصححه لأن فيه عمر بن علي المقدمي قال في الكاشف‏:‏ كان مدلساً موثقاً وهذا الحديث رواه العسكري عن ابن عمر ونحوه وزاد في آخره لفظة فقال إن اللّه عزّ اسمه يبغض الرجل البليغ الذي يلغت لسانه كما يلغت الباقر بلسانها الحلاوة‏.‏

1850 - ‏(‏إن اللّه تعالى يبغض البذخين‏)‏ بباء موحدة وذال وخاء معجمتين اسم فاعل من البذخ الفخر والتطاول ‏(‏الفرحين‏)‏ فرحاً مطغياً لا فرح سرور بفضل اللّه وإنعامه كما يدل عليه تعقيبه بقوله ‏(‏المرحين‏)‏ من الرمح وهو الخيلاء والتكبر الذين اتخذوا الشماخة والكبر والأشر والبطر والاستغراق في اللّهو والفرح بما أوتوا ديدناً وشعاراً ومن فرح بحظ الدنيا وعظم في نفسه اختال وافتخر به وتكبر على الناس وقضية كلام المصنف أن هذا هو الحديث بتمامه والأمر بخلافه بل بقيته عند مخرجه الديلمي نفسه ويحب كل قلب حزين‏.‏

- ‏(‏فر عن معاذ بن جبل‏)‏ وفيه إسماعيل بن أبي زياد الشامي قال في الميزان قال الدارقطني متروك يضع الحديث‏.‏

علاج من استخفه الفرح إكثار ذكر الموت واستحضار قبح الدنيا وسرعة زوالها وكدحها‏.‏

1851 - ‏(‏إن اللّه تعالى يبغض الشيخ الغربيب‏)‏ بكسر الغين المعجمة أي الذي لا يشيب أو الذي يسود شيبه بالخضاب ذكره الزمخشري وعلى الأول فالمراد به من يعمل عمل من لحيته سوداء يعني عمل الشباب من اللّهو واللعب والخفة والطيش والإكباب على الشهوات والاسترسال في اللذات‏.‏

- ‏(‏عد‏)‏ وكذا الديلمي ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ وفيه رشدين فإن كان ابن سعد فقد ضعفه الدارقطني أو ابن كريب فضعفه أبو زرعة‏.‏

1852 - ‏(‏إن اللّه تعالى يبغض الغني الظلوم‏)‏ أي كثير الظلم لغيره بمعنى أنه يعاقبه وليس المراد أنه لا يبغض الفقير الظلوم بل المراد أن كثرة الظلم مع الغنى أشد قبحاً وأعظم جرماً وأكثر عذاباً وعبر بصيغة المبالغة إشارة إلى أن من وقع منه هفوة من ظلم لا يكون مبغوضاً ‏(‏والشيخ الجهول‏)‏ أي الجاهل بالفروض العينية التي يلزمه تعلمها أو الذي يفعل فعل الجهال وإن كان عالماً وليس المراد أنه لا يبغض الشاب الجهول بذلك بل بيان أن جهل الشيخ الذي وصل إلى حال الإنابة وأعذر اللّه إليه في العمر وأشرف على القدوم على الآخرة أقبح لاغتراره باللّه تعالى وتماديه في غفلته ‏(‏والعائل المختال‏)‏ بخاء معجمة أي الفقير الذي له عيال محتاجون وهو يختال أي يتكبر عن تعاطي ما يقوم ‏[‏ص 285‏]‏ بأودهم ويهمل أمرهم ويضيعهم وكفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول، ولم يعبر فيه بصيغة المبالغة لعظم جرم التكبر وشر عاقبته لما فيه من منازعة اللّه في دائه فالقليل منه ليس في محل العفو كما في ذينك‏.‏

- ‏(‏طس عن علي‏)‏ أمير المؤمنين قال الحافظ العراقي‏:‏ سنده ضعيف وبينه تلميذه الهيثمي فقال فيه الحارث الأعور وهو ضعيف‏.‏

1853 - ‏(‏إن اللّه يبغض الفاحش المتفحش‏)‏ قال القرطبي‏:‏ الفاحش المجبول على الفحش الذي يتكلم بما يكره سماعه مما يتعلق بالدين أو الذي يرسل لسانه بما لا ينبغي وهو الجفاء في الأقوال والأفعال والمفتحش المتعاطي لذلك المستعمل له وقيل الفاحش المتبلس بالفحش والمتفحش المتظاهر به لأنه تعالى طيب جميل فيبغض من لم يكن كذلك قال تعالى ‏{‏‏{‏ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن‏}‏ قال الفخر الرازي‏:‏ وقد عاتب اللّه تعالى نوحاً عليه الصلاة والسلام عند دعائه على قومه بالهلاك‏.‏ وقال ‏{‏المؤمنون بعضهم أولياء بعض‏}‏ ولم يقل أعداء بعض وقال موسى وهارون عليهما الصلاة السلام ‏{‏فقولا له قولاً ليناً‏}‏‏.‏

- ‏(‏حم عن أسامة بن زيد‏)‏ قال الهيثمي رواه بأسانيد أحدها رجاله ثقات‏.‏

1854 - ‏(‏إن اللّه يبغض المعبس‏)‏ بالتشديد ‏(‏في وجوه إخوانه‏)‏ أي الذي يلقاهم بكراهة عابساً وفي إفهامه إرشاد إلى الطلاقة والبشاشة مع الإخوان‏.‏

- ‏(‏فر عن علي‏)‏ أمير المؤمنين وفيه محمد بن هارون الهاشمي أورده الذهبي في الضعفاء وقال قال الدارقطني ضعيف عن عيسى بن مهران قال في الضعفاء كذاب رافضي‏.‏

1855 - ‏(‏إن اللّه تعالى يبغض الوسخ‏)‏ الذي لا يتعهد بدنه ولا ثيابه من الوسخ ‏(‏والشعث‏)‏ لأنه تعالى نظيف يحب النظافة ويحب من خلقه من تخلق بها ويكره أضدادها‏.‏ قال في المصباح‏:‏ والوسخ ما يعلو الثوب وغيره من قلة التعهد وتوسخت يده تلطخت بالوسخ‏.‏ قال الزمخشري‏:‏ ومن المجاز لا تأكل من أوساخ الناس ولا يعارضه خبر إن اللّه يحب المؤمن المتبذل لأن المراد به تارك التزين تواضعاً كما يأتي‏.‏

- ‏(‏هب عن عائشة‏)‏ رضي اللّه عنها وفيه محمد بن الحسين الصوفي وقد سبق أنه كان وضاعاً وخالد بن حجيج قال الذهبي في الضعفاء قال أبو حاتم كذاب‏.‏

1856 - ‏(‏إن اللّه تعالى يبغض كل عالم بالدنيا‏)‏ أي بما يبعده عن اللّه من الإمعان في تحصيلها ‏(‏جاهل بالآخرة‏)‏ أي بما يقربه إليها وبدنيه منها لأن العلم شرف لازم لا يزول دائم لا يمل ومن قدر على الشريف الباقي أبد الآباد ورضي بالخسيس الفاني في أمد الآماد فجدير بأن يبغض لشقاوته وإدباره ولو لم يكن من شرف العلم إلا أنه لا يمتد إليه أيدي السراق بالأخذ ولا أيدي السلاطين بالعزل لكفى فكيف وهو بشرطه المتكفل بسعادة الدارين‏.‏

- ‏(‏ك في تاريخه عن أبي هريرة‏)‏ وفيه أبو بكر النهشلي شيخ صالح تكلم فيه ابن حبان‏.‏

1857 - ‏(‏إن اللّه تعالى يبغض البخيل‏)‏ مانع الزكاة أو أعم ‏(‏في حياته السخي عند موته‏)‏ لأنه مضطر في الجود وحينئذ لا مختار لعلمه أن دنياه قد أدبرت وأن إمساك المال لا ينفعه حينئذ لكن إن فعل أثيب ثواباً أنقض من ثوابه حال الصحة‏.‏

- ‏(‏خط في كتاب البخلاء‏)‏ أي في الكتاب الذي ألفه في ذم البخلاء ‏(‏عن علي‏)‏ أمير المؤمنين وهو مما بيض له الديلمي لعدم وقوفه له على سنده‏.‏

‏[‏ص 286‏]‏ 1858 - ‏(‏إن اللّه تعالى يبغض المؤمن الذي لا زبر له‏)‏ بزاي فموحدة فراء أي لا عقل له يزبره أي ينهاه عن الإثم أو لا عقل له يعتد به أو يحتفل به أو لا تماسك له عن الشهوات فلا يرتدع عن فاحشة ولا ينزجر عن محرم كذا قرره جمع لكن في الميزان يعني الشدة في الحق وروي بذال معجمة أي لا نطق له ولا لسان يتكلم به لضعفه أو لا فهم له أو لا إتقان له ذكره ابن الأثير وفي رواية بدل المؤمن الضعيف الذي لا زابر له‏.‏

- ‏(‏عق عن أبي هريرة‏)‏ ظاهر صنيع المصنف أن العقيلي خرجه وأقره والأمر بخلافه فإنه أورده في ترجمة مسمع الأشعري وقال لا يتابع عليه ولا يعرف بالنقل وتبعه في اللسان كأصله‏.‏

1859 - ‏(‏إن اللّه يبغض ابن السبعين‏)‏ من السنين ‏(‏في أهله‏)‏ كناية عن شدة التواني ولزوم التكاسل والتقاعد عن قضاء حوائجهم ‏(‏ابن عشرين‏)‏ من السنين ‏(‏في مشيته‏)‏ بكسر الميم ‏(‏ومنظره‏)‏ أي من هو في مشيته وهيئته كالشاب المعجب بنفسه الفرح بحياته الطائش في أحواله ولفظ رواية الطبراني فيما وقفت عليه من النسخ بتعريف السبعين والعشرين‏.‏

- ‏(‏طس‏)‏ وكذا الديلمي ‏(‏عن أنس‏)‏ وقال‏:‏ أعني الطبراني لا يروى عن النبي صلى اللّه عليه وسلم إلا بهذا الإسناد وقال الهيثمي‏:‏ وفيه موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث وهو ضعيف‏.‏

1860 - ‏(‏إن اللّه تعالى يتجلى‏)‏ بالجيم ‏(‏لأهل الجنة‏)‏ في الجنة ‏(‏في مقدار كل‏)‏ يوم ‏(‏جمعة‏)‏ من أيام الدنيا ‏(‏على كثيب كافور‏)‏ بالإضافة وبدونها ‏(‏أبيض‏)‏ فيرونه عياناً وذلك هو يوم عيد أهل الجنة وإنما قال في مقدار ولم يكتف بقوله في كل يوم جمعة لأن الجنة ليس فيها نهار ولا ليل كالدنيا‏.‏ قال العارف ابن عربي‏:‏ إذا وجد الشيء في عينه جاز أن يراه ذو العين بعينه المقيدة بوجهه الظاهر وجفنه ولو كانت الرؤية تؤثر في المرء لأحلناها فقد بانت المطالب كما ذكرناها‏.‏ اهـ‏.‏ وخص المؤلف الرؤية في الآخرة بالذكور وبدليل أنهم يرجعون إلى نسائهم فيعجبون بما زيد لهم من النور وخالف الشمس الجوهري وقال‏:‏ ظاهر صحاح الأخبار العموم ووقع بينهما تنازع أدى إلى تقاطع وألف فيه المؤلف تأليفاً سماه إسبال الكساء على النساء استدل فيه بأخبار وآثار ضعيفة لا يحتج بها‏.‏

- ‏(‏خط‏)‏ عن الحسن بن أبي الحسين الوراق عن عمر بن أحمد الواعظ عن جعفر بن محمد العطار عن جده عبد اللّه بن الحكم عن عاصم عن حميد الطويل ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك حكم ابن الجوزي بوضعه وقال‏:‏ لا أصل له، جعفر وجده وعاصم مجهولون وتبعه على ذلك المؤلف في مختصر الموضوعات فأقره ولم يتعقبه‏.‏

1861 - ‏(‏إن اللّه تعالى يحب إذا عمل أحدكم‏)‏ أيها المؤمنون ‏(‏عملاً أن يتقنه‏)‏ أي يحكمه كما جاء مصرحاً به في رواية العسكري فعلى الصانع الذي استعمله اللّه في الصور والآلات والعدد مثلاً أن يعمل بما علمه اللّه عمل إتقان وإحسان بقصد نفع خلق اللّه الذي استعمله في ذلك ولا يعمل على نية أنه إن لم يعمل ضاع ولا على مقدار الأجرة بل على حسب إتقان ما تقتضيه الصنعة كما ذكر أن صانعاً عمل عملاً تجاوز فيه ودفعه لصاحبه فلم ينم ليلته كراهة أن يظهر من عمله عملاً غير متقن فشرع في عمل بدله حتى أتقن ما تعطيه الصنعة ثم غدا به لصاحبه فأخذ الأول وأعطاه الثاني فشكره ‏[‏ص 287‏]‏ فقال‏:‏ لم أعمل لأجلك بل قضاء لحق الصنعة كراهة أن يظهر من عملي عمل غير متقن فمتى قصر الصانع في العمل لنقص الأجرة فقد كفر ما علمه اللّه وربما سلب الإتقان‏.‏